Category: تقرير

مبايعة “النصرة” لـ “داعش” اعادة تموضع بتعليمات سعودية أمريكية

الأرهاب الأسلامي

القدس/المنـار/ لعبة “المبايعات” بين هذه العصابة الارهابية وتلك، لم تعد تخفي أهدافها على اي متتبع لما تشهده المنطقة من تطورات، وما تعيشه بعض الساحات من أزمات، وتعانيه من ويلات الارهاب الوحشي.

هذه “المبايعات” الارهابية التي تعقد ويعلن عنها من حين الى آخر، تتم وتنجز في مراحل معينة، وفترات مدروسة، وفي أوقات تستدعي ذلك، تفرضها تطورات الأحداث ومساراتها، ورغبات الجهات والاطراف الراعية والممولة، في التصعيد وترجمة شهوة القتل والتدمير والتخريب.
في هذا السياق، جاءت مبايعة ما يسمى بـ “جبهة النصرة الارهابية لتنظيم داعش” الارهابي في مناطق بسوريا.. انه توزيع أدوار تقوم به واشنطن والرياض ومشيخة قطر وتركيا واسرائيل، وأجهزة استخبارية في دول أخرى، يفرضه مجريات الأخداث والقتال على الأرض..
وتكشف دوائر خاصة واسعة الاطلاع لـ (المنــار) أن السعودية والولايات المتحدة تقفان وراء المبايعة التي حصلت مؤخرا بين النصرة الارهابية وداعش الارهابي، والهدف هو مواصلة الاعمال الاجرامية ضد الشعب السوري، وهي مبايعة تعني “اعادة التموضع” للقوى الاجرامية الارهابية بتعليمات من الداعمين للارهاب وحاضنيه.
لكن، المبايعة ذاتها كشفت وفي هذا الوقت بالذات في ضوء التطورات المتلاحقة، الدور السعودي التآمري ضد سوريا وساحات عربية أخرى، ومبايعة تكشف أن التنظيمين الارهابيين النصرة وداعش يعملان في خدمة السعودية الدولة “الخدمية” التي تعمل لصالح واشنطن وتل أبيب.

حلب.. نحو سيناريو خاصٍ بها

حلب

حسين طليس

لم تكن فرضية إسقاط النظام السوري في حلب عبثية، ولم يكن تقدير المجموعات المسلحة ومن خلفها الدول الداعمة لها، تقديراً خاطئاً، بل هو من المرات القليلة التي نجحوا فيها بمقاربة الأمور. فالعاصمة الإقتصادية لسوريا، والمدينة التجارية الأولى في محيطها، تملك من الوزن المعنوي والقيمة الإقتصادية ما يكفي لإسقاط نظام مع سقوطها، فيما لو كان نظاماً عادياً، كالأنظمة الأوروبية والخليجية والأمريكية، بنى عرشه على تلة إقتصادية من نفط وذهب ومال. أما وأن النظام السوري قائم على تأييد شعبي وإحتضان جماهيري، وقضية محقة مع رؤية سياسية واضحة، فإن سقوط هكذا مدينة قد يؤلم لكنه لا يشكل الضربة القاضية.

خصوصية هذه المدينة، وطريقة سقوطها مع ريفها بدعم من خلف الحدود الشمالية لسوريا، كذلك ما تحويه من ثقل للمسلحين من كافة الفصائل، وتوسطها للشمال السوري إضافة الى إتصالها بريفها ومحيطه من أرياف المحافظات المجاورة، جعل منها إستثناءً خارج عن باقي القواعد والمبادئ التي عمل بها الجيش السوري، في غيرها من المناطق، لا يصلح مع هذا الإستثناء أي سيناريو تم تطبيقه في مدن  ومحافظات أخرى من سوريا.

حاول الجيش تطبيق السيناريوهين الدمشقي والحمصي في حلب، فحاصرها وحاول تقسيمها الى مربعات يجري العمل عليها واحداً تلو الآخر، لكن حصارها لم يكن مجدياً كما في حمص مثلاً، ففي الوقت الذي يراد من الحصار أن يضيق على المسلحين في تنقلاتهم وإمداداتهم، بدا للجيش أن ما يملكه المسلحون من ذخائر و مؤن عسكرية في المدينة كافٍ لدفعهم نحو الصمود لوقت طويل، وبالتالي فإن الخاسر الوحيد سيكون العدد الكبير لسكان المدينة الذين لم ينزحوا منها.

كذلك فإن عملية “القضم” التي تم استخدامها في ريف دمشق ستكون مكلفة في حلب، حيث الإمدادات من الأرياف المحيطة وحدودها مع تركيا سيضاعف من قدرات المسلحين ويدفع الجيش نحو خوض حرب إستنزاف لقواته بين أحياء المدينة وشوارعها، وهذا ما يتجنبه الجيش للحدّ من الخسائر وحرصاً على عدم فقدان ما تم إنجازه. بالإضافة الى القوة التي ما زالت تمتلكها المجموعات المسلحة هناك والتي لن تدفعهم نحو التسليم كما جرى في حمص القديمة.

المواجهات السابقة التي خاضها الجيش على كافة محاور حلب، حققت له عدد من الإنجازات وكشفت أمامه عدد آخر من الحقائق التي وردت سابقاً، ما أوجب خلق سيناريو خاص بمدينة حلب قادر على منح الجيش المكتسبات التي يريدها من المدينة، دون خوض غمار معركة كبرى فيها، ستكون كلفتها باهظة. سيناريو جامع ما بين الدمشقي والحمصي،  ملائم للمرحلة الحالية من الأزمة السورية، ومناسب للوقائع المفروضة في حلب في الوقت نفسه.

بحسب معلومات من مصادر ميدانية، فإن السيناريو يقوم على تشتيت الجبهات و تنفيذ هجمات مستمرة على أكثر من محور دون محاصرة المدينة كاملة، وذلك تفادياً لفقدان المسلحين الأمل بالهروب او الإستسلام، ما قد يدفعهم الى خيار المواجهة حتى النهاية. وفي الوقت نفسه جعل المدينة مصيدة لجذب المسلحين اليها من مناطق سورية أخرى كالأرياف والمحافظات المجاورة، كل ذلك دون ان يتم فتح جبهة واحدة والتركيز عليها، بل إشعال بطيء لكافة الجبهات ومن مختلف الإتجاهات، ما يفوّت على المسلحين فرصة الحشد على جبهة واحدة ويوزع عديدهم وإمكانياتهم على كافة الجبهات. إضافة إلى ذلك، تقول المصادر، يسعى الجيش السوري على الجبهات المتنوعة الى تحقيق خروقات في كافة الإتجاهات وعلى كامل الجبهات، عبر سيطرته على النقاط الإستراتيجية من تلك المناطق وتدعيم وجوده فيها، وإفقاد تلك المناطق حيثيتها العسكرية والإستراتيجية لتسهيل ضرب دفاعات المسلحين ونقاطهم الإستراتيجية.

تصف المصادر هذا السيناريو بالـ”خردقة” لجبهة حلب، حيث سيؤدي الى خلق الثغرات عبر فتح الجبهات مداورة، في حين يستغل الجيش السوري تلك الثغرات للتقدم وتحقيق الإنجازات. فيتم فتح الجبهة الجنوبية الغربية تارةً إنطلاقاً من الريف الجنوبي، ثم جبهة الليرمون و جمعية الزهراء من الغرب، وما تلبث أن تهدأ حتى يتم إشعال الجبهة في الشمال والشمال الشرقي للمدينة لناحية المدينة الصناعية، لتنتهي الدورة شرقاً في هنانو وكرم الجزماتي.

تلك الدورة أثبتت قدرتها على تشتيت دفاعات المسلحين وتركيزهم، ومنحت الجيش السوري عدة ثغرات إستطاع التقدم منها. خاصة في اليومين الماضيين و بالأمس، حيث كان قبل يومين قد سيطر على قرية الشيخ زيات في ريف حلب الشرقي بالقرب من المدينة الصناعية، ثم تبعها بالأمس فرض سيطرة وتقدم في مقلع بيت جنيد ومحطة الكهرباء الفئة الثالثة في المنطقة الصناعية شمال شرق المدينة، الجبهة التي كانت هادئة نسبياً لأسابيع مضت كانت تتجه الأنظار فيها نحو الجبهة الغربية للمدينة (الليرمون وجمعية الزهراء).

ينتهي هذا السيناريو عند وصوله الى الإقتباس الحمصي فيه، حيث يقول المصادر، هذا السيناريو سيسهل عملية استسلام المسلحين وإقامة المصالحات التي ستكون الحل الأخير في حلب. وتضيف المصادر، أن عدداً كبيراً من مسلحي حلب وقادتهم قد وصلوا الى حالةٍ من اليأس النابعة من عدم قدرتهم على تغيير أيٍ من المعطيات الميدانية، وعدم فعالية ما حققوه في إسقاط النظام السوري، في وقت تزداد إنجازات الجيش وتقدمه، ومع “خردقة” الجبهات في حلب إضافة الى الخلافات المستشرية بين الفصائل والنقمة الشعبية على المسلحين في المدينة بسبب ممارساتهم، والقصف المستمر على مراكزهم وتجمعاتهم بشكل كثيف ودقيق، ستزداد هذه الحالة تطوراً، ومع فتح الجيش السوري لباب المصالحة والتسويات، أو حتى الفرار، سيدفعهم ذلك الى مجاراة مسلحي حمص والتسليم أو الفرار او الخوض في المصالحات والتسويات.

البغدادي يقترب من تحقيق ثأره من الجولاني

البغدادي يقترب من تحقيق ثأره من الجولانيكلهم دواعش

صحيفة السفير

 

أبو بكر البغدادي قريباً في عقر دار شقيقه اللدود أبو محمد الجولاني. فخلال الساعات الماضية وصلت طلائع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» إلى شمال الشحيل في ريف دير الزور الشرقي، معقل «أمير جبهة النصرة».

والشحيل ليست معقل الجولاني وحصنه الأخير فحسب، بل هي مسقط رأسه أيضاً، وهو ما يجعل المعركة من أجلها بين الجولاني والبغدادي، أمّ المعارك بين أخوة «الجهاد»، إذ لم يعد كافياً وحده، تفسير المذابح الواسعة التي يرتكبها بحق مقاتلي «النصرة» و«مجلس شورى المجاهدين في المنطقة الشرقية» ـ «مشمش»، بحاجة «داعش» إلى دير الزور ممراً بين جناحيها الشامي والأنباري.

وبات مؤكداً أن معركة الشحيل ثأر شخصي للبغدادي مع الرجل الذي شد على يده ثلاثا خلال ثلاثة أعوام، لينقض ثلاثاً «بيعته» على الولاء والطاعة. والأرجح ألا يسري إبهام الألغاز وضباب الألقاب التي يتخفى خلفها الرجلان إلا على الآخرين.

 أما أبو بكر البغدادي فليس سوى أبو دعاء، أو إبراهيم عواد السامرائي. أما أبو محمد الجولاني، فلا يناله من الجولان شيء، لأن كنيته الحقيقية قد تكون أسامة الحداوي «الشحيلي»، وهو ما يعرفه البغدادي.

فقبل أن يتفرغ الجولاني لبناء «أسطورته» خلال الحرب السورية، لم يكن سوى أسامة الحداوي، الطالب في كلية الطب الدمشقية حتى العام 2005، فيما كان شقيقه البكر سامر، ينال من علوم التجارة والاقتصاد في كلية مجاورة، على ما يقوله معارضون سوريون يتابعون مسارات «النصرة». والأرجح أن طريد «داعش»، وحبيس الشحيل، رجل لم يتجاوز الثلاثين من العمر بعد.

لم يتقمص طالب الطب الدمشقي في لثام الجولاني بالصدفة، فـ«الجهادية» السلفية مذهب أكثر مسقط رأسه الشحيل. فقبل أن يسقط الطب الدمشقي من سلة الحداوي، كان أكثر من 20 رفيقاً له على ضفة الفرات، قد «انتحروا» بأحزمتهم في «الجهاد» العراقي، في ظلال «بيعة» أبو مصعب الزرقاوي وتنظيم «القاعدة».

وكانت الشحيل قد فزعت لحماه في الثمانينيات، فقاتل العشرات من أبنائها قرب نواعيرها مع جماعة «الإخوان المسلمين»، والطليعة المقاتلة، قبل أن يتفرقوا في السجون، وفي المنافي لمن أسعفه الحظ منهم. وعاد منها عمار الحداوي شيخ السلفية ورئيس «الهيئة الشرعية» في دير الزور اليوم، ليجعل منها، مع آخرين، بؤرة «جهادية»، بعد نفي دام نيفا وعقدين في العراق المجاور.

وخلال الحرب الأميركية على العراق اختارت المدينة، برضى دمشق، أن تكون ساحة تجمع لـ«الجهاديين» في دير الزور، قبل العبور إلى العراق. ومنها دخل مئات المقاتلين إلى معارك الانبار وتدفقت عبرها الأسلحة والعبوات والأحزمة الناسفة لقتال المحتل الأميركي أولاً و«الصحوات» ثانياً. والحال، أن المدينة، التي تعد 30 ألف نسمة، وآلاف «الجهاديين» لم تشهد هدنة، ولا استراحة «مجاهد» في الأعوام التي سبقت اندلاع الحرب السورية. وعندما قامت «الثورة» المنتظرة في تخوم الشام، لم يفعل جهاديوها سوى إدارة بنادقهم نحو الداخل السوري، أسوة بأسامة الحداوي (أبو محمد الجولاني).

ولما بسط له أبو بكر البغدادي يد المبايعة في الأنبار في أيار العام 2011، للإتصال بخلايا الشام «القاعدية» النائمة، وإنشاء فرع شامي «للدولة» في أيار العام 2011، تحت مسمى «جبهة النصرة»، كان الحداوي قد أمضى ستة أعوام في معارك العراق. ويرجح معارضون سوريون أن يكون سامر، شقيقه البكر، الذي قاده نحو العراق قد قتل قبل ذلك.

ووضع أبو مسلم التركماني، شيخ «الدولة» يده في البيعة، مزكياً لدى البغدادي «مجاهده» السوري الشاب، الذي بايع البغدادي على «جبهة نصرة» مؤقتة، تكون رهن إشارته، يعود بها إلى حضن «الدولة» الأم، عندما تحين الساعة. وكان أبو مسلم قد زكاه في العام 2009، للمرة الأولى، عندما دفع البغدادي لتعيينه «شيخا شرعيا لولاية نينوى»، رغم صغر سنه.

وراوغ الجولاني كثيراً قبل أن ينشق نهائياً عن البغدادي. وأرسل إلى «أميره» نهاية العام الماضي رسائل عدة تعد بحل «النصرة»، قبل أن يقرر أخيراً أن «حل النصرة لن يجعل أهل الشام ينضمون إلى الدولة».

وكان رئيس استخبارات «الدولة» أبو علي الأنباري، وهو ضابط استخبارات بعثي عراقي سابق، قد أرسل تقارير كثيرة، ينصح فيها سيده بتصفيته. وكانت الشكوك قد ثارت عندما بدأ الجولاني بتعقب المقربين من البغدادي، كأبي عمر القحطاني، وسجنهم. وعندما طلب أبو ماريا القحطاني إجازة من «الجهاد» لنقل زوجته إلى مستشفى في سوريا، أيقن البغدادي أن الجولاني لن ينصاع لطلبه، إذ اكتشفت استخباراته أن المتحدث باسم الجولاني، قد حمل معه إلى سوريا أموالاً كثيرة تعود إلى «الدولة الإسلامية».

لم ينتظر البغدادي معركة الشحيل للتخلص من الجولاني، فعندما فشل في نيسان الماضي في إقناعه بالالتحاق بـ«الدولة»، أشار عليه رئيس «المجلس العسكري لـ«داعش» العقيد السابق في الجيش العراقي حجي بكر، ببدء عمليات اغتيال، واستجلاب فتاوى من مشايخ في السعودية، نجحت بقتل بعض المقربين من الجولاني، والاستيلاء على بعض مخازن الأسلحة، وشق «النصرة» نصفين.

ونجا الجولاني نفسه من القتل في الاجتماع، بعد أن تدخل أبو علي الأنباري، ومنع أبو أيمن العراقي من قتله. وانضم إلى «داعش» المئات من «الجهاديين» القوقازيين والعرب. وفي الريف الشرقي لدير الزور، معقل «النصرة»، استجاب عامر الرفدان، عامل مصلحة المياه السورية السابق، لنداء البغدادي، وانشق عن الجولاني، ليصبح «والي ولاية الخير» (دير الزور) في «الدولة»، والمشرف على استغلال نفط المنطقة.

ويبدو أن البغدادي نفسه يشرف على المعركة الأخيرة في الشحيل، فليس حكم ناقض البيعة في عرف «الدولة» و«النصرة» سوى الذبح. وكلما اقتربت المعارك من الشحيل، شحذت السكاكين وسنت السيوف. فخلال اليومين الماضيين، ذبح «داعش» أربعة من المجلس العسكري في مدينة الموحسن رفضوا مبايعته، أما «النصرة» فردت بذبح من بايع منهم، فقطعت رؤوس قائد «لواء الصاعقة» أبو راشد، و«قائد المجلس العسكري» العقيد أبو هارون، وأبو عبد الله شلاش.

ويبدو البغدادي قريباً جداً من الإمساك بخصمه، وإنهاء «النصرة»، إذ لم يتبق للجبهة في دير الزور، معقلها الأساسي، أكثر من جيوب محاصرة، حيث يحاصر «داعش» أحياء دير الزور ومقاتلي المعارضة فيها، فيما يواجه هؤلاء الجيش السوري.

ومع تساقط قرى الريف الغربي، واختراق البوكمال، ومعظم الريف الشرقي، لم تعد «النصرة» تملك أكثر من نصف القورية، وجزء من الميادين. وكان «داعش» وجه انذارا ينتهي عصر اليوم يخير فيه «النصرة» وحلفاءها من ألوية «القادسية» و«عمر المختار» و«الله أكبر» بين التوبة أو الموت. ويجنح وجهاء الميادين لتسليمها من دون قتال. واستطاع قائد «داعش» العسكري عمر الشيشاني إقناع «أميري النصرة» في البوكمال فراس السلمان وأبو يوسف المصري بخيانة الجولاني وتسليم المدينة وكتائبها من دون قتال.

وسلم «داعش» ولاية بادية حمص، التي تضم جزءاً من دير الزور، إلى أبي أيمن العراقي، احد ألد أعداء الجولاني في «الدولة الإسلامية»، وأكثرهم دموية وعنفاً، إمعاناً في الحصار، والتهديد بأن معركة الشحيل ستكون معركة حياة أو موت لـ«النصرة» والجولاني.

الكارثة السعودية… السعودية الكارثة

الكارثة السعودية... السعودية الكارثةملك الذبح عبدالله

صحيفة الأخبار – جان عزيز

 

 

مع انتفاضة «داعش» العنفية الدموية من شمال غرب العراق مروراً بسوريا وصولاً إلى قلب لبنان، تحركت الماكينة البروباغاندية السعودية لمعالجة الأضرار الجانبية التي يمكن للتنظيم التكفيري الإرهابي أن يكون قد ألحقها بصورة الدولة العائلية. خطة شاملة وممنهجة وضعت في الرياض، طالبة من ممثلياتها الدبلوماسية في العواصم المعنية، التحرك بسرعة وفاعلية.

الأهداف المعلنة هي إدانة ارتكابات «داعش» أولاً، تأكيد رفض مملكة العائلة السعودية لها ثانياً، العمل ثالثاً بكل الوسائل المتاحة على «تبييض» صورة العائلة ونظامها أياً كان الثمن. مع رصد إمكانات هائلة وضعت بتصرف حملة العلاقات العامة تلك، للتعاون مع صحافيين ووسائل إعلام وأقلام وصفحات ومواقع، وألسن وسياسيين وصانعي رأي عام… دفاعاً عن دولة العائلة. وفي هذا السياق تشدد الحملة السعودية المضادة، على عدد من العناوين التسويقية لمعركتها الصعبة، خصوصاً في بيروت، وبالأخص بعد انكشاف التابعيات السعودية لعدد من المشتبه بارتكابهم الجرائم الداعشية الإرهابية. عنوان أول عام، هو أن مملكة العائلة تمثل إسلام الاعتدال في مواجهة إسلام الضلال الإرهابي. ثانياً، أن نظام العائلة نفسها كان قد صنف «داعش» تنظيماً إرهابياً منذ آذار الماضي. إضافة إلى سواها من التنظيمات، مثل «جبهة النصرة» و«الإخوان المسلمون» و«حزب الله السعودي» وغيرها. ثالث عناوين بروباغاندا العائلة السعودية، أنه من المرجح أن تكون خلايا الإرهاب الداعشي في بيروت تخطط لاستهداف مصالح العائلة السعودية نفسها، وعلى خلفية هذا التصنيف الإرهابي بالذات. مع تفصيل بليد مكمل لهذا العنوان، يحاول الإيحاء بأن «داعش» وأخواتها باتت متضررة جداً من قرار نظام العائلة المذكور. ذلك أنه حظر على أي سعودي تقديم أي دعم مالي لتلك الحركات. علماً أن هذه الحجة السمجة، تعتبر إدانة للعائلة أكثر مما هي إنجاز لسياساتها في مكافحة الإرهاب. وفي السياق نفسه، يأتي العنوان الأخير الذي تسعى الحملة الدعائية إلى تسويقه، وهو أن أي تحقيق لم يظهر مرة واحدة، منذ بدء الموجات التكفيرية والإرهابية، بأن أياً منها قد نال أي دعم مالي رسمي من العائلة السعودية كنظام دولة. مع ما يعني ذلك من إقرار بقنوات تمويل أخرى، ظلت تعتبر فردية وشخصية ومبادرات تلقائية لا علاقة لدولة العائلة بها.

اللافت في هذه الحملة، أنها تخاطب العقل الغربي، وخصوصاً الأميركي منه، في سطحيته وفي أحادية فكره السياسي. كأنما الفكر التكفيري والإرهابي هو مجرد عبوة، أو عبارة عن مادة «سي 4» وصاعق لا غير. وبالتالي كأنما الإرهاب التكفيري هو مختزل ومقتصر على حفنة البترو ـــ دولار التي اشترت المادة المتفجرة، أو دفعت ثمن الصاعق، أو أمنت بدل أتعاب الأصولي المفجر أو المتفجر. ولذلك نرى الأبحاث الغربية عموماً والأميركية تحديداً، تركز على الجانب التمويلي للإرهاب التكفيري لا غير. منذ 11 أيلول وإجراءات «باتريوت آكت»، وصولاً إلى كل تحقيقات وزارة الخزانة الأميركية، انتهاء بدراسات مراكز الأبحاث. فيما الحقيقة المركزية في مكان آخر.

وهي أن الإرهاب لا يبدأ في الذراع التي فجرت. بل في العقل الذي كفّر. وفي هذه النقطة الجوهرية بالذات تظهر المسؤولية الجرمية والجنائية، المعنوية والمادية الكاملة لنظام العائلة السعودية. من مصر إلى لبنان تتضح تلك الكارثة التي خلفتها ذهنية تلك المملكة وسلوكيتها. مصر ولبنان بالذات، لأنهما أبرز نموذجين لحداثة العالم العربي وحضارته وانفتاحه وثقافته وصحافته وتلاقحه مع العالم ومع العصر ومع رفاه الإنسان وحقوقه. فالقاهرة كانت ولا تزال وستظل رائدة العالم العربي وقاطرة فكره وسياسته وثقافته. ومن يشاهد فيلماً سينمائياً لمصر الخمسينات، يسأل نفسه أي كارثة حلت بهذا البلد في غضون نصف قرن، على صعيد حضارته وثقافته وفنونه وكل أنشطة العقل والحياة فيه. يروي الشاهد على كل حياة مصر، علاء الأسواني، أن تلك الكارثة بدأت بعد العام 1973. بعد الحرب وأزمة النفط واضطرار القاهرة إلى أموال الرياض، وسط بهلوانيات السادات ومنهجية النظام السعودي في اختراق الأفكار والعقول. دخل المال السعودي إلى مصر، ودخل معه العقل الوهابي إلى إسلام مصر. وبدأ الانهيار. بعدها جاءت الطامة الكبرى طبعاً، مع تنافس قطر والسعودية على سرعة العودة إلى الخلف وعلى تسارع التخلف. فصارت الكوارث العربية تتوالى بسرعة انقطاع الضوء.

في لبنان، العنوان نفسه، والانهيار نفسه. يروي الكاتب محمد أبي سمرا، في كتابه البحثي الموثق، «طرابلس ساحة الله وميناء الحداثة»، كيف أن النواة الأولى للأصولية هناك بدأت بدعم سعودي وتمويل سعودي وإيعاز ونموذج سعوديين. من جماعة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» الوهابية السعودية، إلى «نواة الجيش الإسلامي» في لبنان، أول تسمية مذهبية عنفية دخلت تركيبة الشخصية اللبنانية، مثل فيروس معلوماتي لم يلبث أن شاع وشلع وشنع… حتى أن وزيراً طرابلسياً يروي طرفة أن أحد المتنورين الطرابلسيين ترشح قبل أعوام لانتخابات بلدية طرابلس. فجعل لبرنامجه الانتخابي عنواناً وحيداً: «أعدكم العمل على إعادة طرابلس نصف قرن إلى الوراء»!

مسؤولية نظام العائلة السعودية؟ ليست في التمويل ولا في جنسيات الإرهابيين ولا في إلغاء سمات الدخول ولا في الصراع المذهبي مع الشيعة ولا في التنافس الجيو استراتيجي مع إيران. مسؤولية نظام تلك العائلة هي أولاً وأخيراً في الفكر. هي في أن تكون دولة في الألفية الثالثة باسم عائلة، وأن يكون شعب رعية بلا هوية، وأن يكون الآخر ملغى، والعقل ملغى، والفن ملغى، والرب ملغى، والمرأة ملغاة… في الفكر والواقع، بالقوة وبالفعل. هنا تكمن الكارثة السعودية، التي لا بروباغاندا تنفع معها ولا دعاية تشفع في تسويقها.

مخطط بريطاني لإبقاء الجماعات التكفيرية في المحافظات التركية على الحدود السورية العراقية مخطط بريطاني لإبقاء الجماعات التكفيرية في المحافظات التركية على الحدود السورية العراقية

مخطط بريطاني لإبقاء الجماعات التكفيرية في المحافظات التركية على الحدود السورية العراقيةارهابيي داعش

تواجه بعض الدول الاوروبية قلقاً متزايداً جراء عودة المسلحين التكفيريين الأروربيين من القتال في سوريا، خصوصا تلك الدول التي سهلت خروج هؤلاء المقاتلين الى سوريا، و الذين بدأوا بالعودة الى أوطانهم بعد هزيمتهم في سوريا.

و في حادثة ليست الاولى من نوعها، أقدم أحد المقاتلين العائدين من سوريا و يدعى “مهدي نبوش” على مهاجمة المتحف اليهودي في بروكسل، مما زاد من قلق الدول الاوروبية.

و للتصدي لهذا الخطر المحدق، قامت بعض الدول الاوروبية بتشكيل مجموعة تدعى “مجموعة الـ 9″ و قد عقدت حتى الان خمسة اجتماعات امنية، لتدارس كيفية التعاطي مع التهديد التكفيري الذي شاركوا بأنفسهم في خلقه.

و قد نقلت مصادر مطلعة في لوكزامبورغ عن الاجتماع الاخير قولها: أن أحد المسؤولين الامنيين البريطانيين قال في هذا الاجتماع “أنه لا داعي للقلق من النشاطات الارهابية في أوروبا، فمع تواجد أعضاء القاعدة من أوروبا و أمريكا في تركيا، فقد كثفنا من نشاطنا الاستخباراتي هناك و قمنا باعداد خطط لابقاء هذه الجماعات المتطرفة في المحافظات الجنوبية التركية.

و لحسن الحظ فقد تم الاتفاق مع قادة داعش – عن طريق المملكة السعودية – على أن ينضم المقاتلون الذين أتوا من دول أوروبية مثل بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، هولندا و بلجيكا الى تنظيم داعش و ان يستقروا في المناظق الجنوبية من تركيا للالتحاق بالدولة الاسلامية في العراق و الشام.”
و أضاف المسؤول البريطاني: “ليس لداعش القدرة على تحقيق انتصارات مهمة في العراق، لكنها مفيدة كونها تشكل تهديداً داخلياً لذلك البلد و البلدان المحيطة، لذلك فقد قررنا أن تستقر هذه الجماعات في المحافظات الحدودية التركية. تركيا الان في أمس الحاجة لنا و هذه أفضل فرصة للعمل تحت غطاء التعاون مع الحكومة التركية من استقرار الجماعات المسلحة في تلك المنطقة و أن نمنعهم من العودة الى أوروبا و حتي أن نستفيد منهم كأداة ضغط على الحكومة التركية.”

الاجتماع الذي كانت تركيا هي المحور الاساسي فيه، حيث تعتبر الممر الرئيسي للجماعات التكفيرية الى اوروبا. و تسعى الدول الاوروبية الى تغيير دور تركيا من “ممر” الى “مستقر” و الاستفادة من تركيا “كدرع بشري للحفاظ على أمن أوروبا”.

و أكدت المصادر المطلعة أن جهاز المخابرات التركي ليس لديه أي علم بتفاصيل تحركات الاوروبيين.

في المقابل يواجه تنظيم داعش رفض الاهالي لتواجد داعش في المحافظات التركية بالقول أن هذه المناطق هي بإذن الله لنا وعليكم مغاىرتها. كما أن عناصر القاعدة في “قاضي انتب” التركية بدأوا التحرك لتشكيل خلافة اسلامية موالية لداعش في تلك المنطقة.
و يبدو أن أهالي المحافظات الجنوبية التركية سيواجهون موجة من التهجير الاجباري الى سائر المحافظات الاخرى.
كما يتوقع أن تتحول الجماعات التكفيرية في المستقبل القريب الى تهديد حقيقي لتركيا و مواطنيها، تركيا التي لم تدخر جهداً في دعم هذه الجماعات في المنطقة.

الجيش السوري يسيطر على الشيخ زيات في حلب… ومنين شـمالي دمشق

دبابة للجيش السوري


استأنف الجيش السوري عملياته شمال شرقي حلب، وسيطر في معركة خاطفة على قرية الشيخ زيات، فيما واصل استهداف مواقع المسلحين في الغوطة الشرقية للعاصمة، محرزاً تقدّماً شمالي دمشق بعد سيطرته على منين
ليث الخطيب

باسل ديوب | بالتزامن مع تكثيف الجيش السوري عملياته العسكرية في عدد من الجبهات، تمكنت وحداته أمس من تحرير قرية الشيخ زيات، الواقعة على تخوم المدينة الصناعية ــ الشيخ نجار في حلب. العملية التي اكتملت عند ساعات الصباح الأولى، جاءت بعد فترة ثبات في جبهة شمال شرق حلب امتدت نحو شهر، منذ فك الحصار عن السجن المركزي.
مصدر عسكري قال لـ«الأخبار» إنّ «الجيش سيطر بشكل كامل على قرية الشيخ زيات جنوبي شرقي المدينة الصناعية وتقوم وحدات الهندسة بتفكيك العبوات والشراك»، مشيراً إلى «مقتل العشرات من المسلحين الأجانب في المنطقة».

إلى ذلك، لقي ما لا يقل عن ثلاثة عشر مقاتلاً من مسلحي «الجبهة الإسلامية» مصرعهم في بستان القصر باستهداف سلاح الجو لنقطة تجمع آليات مزودة بمدافع هاون ومنصات لإطلاق الصواريخ باتجاه الأحياء الآمنة، وفق المصدر. كذلك شهد حي الراشدين، شرق حلب، معارك عنيفة بين الجيش والمسلحين، تقدّمت وحدات الجيش إثرها في عدد من الابنية والوحدات السكينة، بحسب مصدر ميداني.
وفيما استرجع تنظيم «داعش» السيطرة على ثلاث قرى انتزعها منه مسلحو «الغرفة المشتركة لأهل الشام» قبل يومين، وهي تويس وجب العاصي ومزرعة الجب، أصدرت الغرفة بياناً أمس اعتبرت فيه محيط سد الشهباء وقرية الغوز والقرى المحيطة بهما منطقة عسكرية لصد هجمات «داعش». وهي مناطق قريبة من مارع وتلرفعت اللتين تعتبران من أهم مراكز مسلحي «الجبهة الإسلامية» شمالي حلب.
على صعيد آخر، وفي شمالي دمشق، سيطر الجيش على بلدة منين بالكامل، القريبة من مدينة التلّ، بعد مواجهات استمرّت لأيام مع المسلّحين الذين كانوا يسيطرون على أجزاء منها. وبحسب مصادر ميدانية، أدت تلك المواجهات إلى «مقتل أكثر من 60 مسلّحاً وفرار من تبقّى إلى مزارع مدينة التل». وباشرت وحدات الهندسة التابعة للجيش تمشيط شوارع البلدة ومبانيها. مصدر عسكري قال لـ«الأخبار»: «باغت الجيش المسلّحين في تلك المواجهات، فالبلدة ظلّت هادئة طيلة الفترة الماضية بالرغم من سيطرة المسلّحين على أجزاء منها. لكن الجيش باغتهم في لحظة لم يتوقعوها، ما سهّل عملية استعادة البلدة».
وفي الغوطة الشرقية للعاصمة، أغار سلاح الجو أمس على نقاط تجمع المسلّحين في معظم بلدات المنطقة، ما أدى إلى مقتل العديد من المسلّحين في حي جوبر، وبلدات جسرين ودوما وعربين وزملكا. وبالتوازي تواصلت المواجهات العنيفة في المناطق الشمالية والشرقية من بلدة المليحة، وأدت إلى مقتل العديد من المسلّحين وجرح العشرات، بحسب مصادر ميدانية. إلى ذلك، سقطت أمس قذيفة هاون بالقرب من نادي الثورة في حيّ القصاع في دمشق، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أطفال وجرح 12 مدنياً آخرين.
وفي الغوطة الغربية، اشتدّت المعارك في مناطق متعددة منها؛ ففي داريا، شهد محيط مقام السيدة سكينة مواجهات عنيفة بين الجيش والمسلّحين، أدت إلى تدمير عدد من الأبنية المجاورة لتلك لمنطقة. كذلك شهدت مناطق خان الشيح والدرخبية ومغر المير، وبلدة مقيليبة في ريف الكسوة، مناوشات متقطعة بين الجيش والمسلّحين.
وفي محافظة القنيطرة، ذكرت وكالة «سانا» أن وحدات من الجيش استهدفت مسلّحين في قرية رسم الخوالد، في ريف المحافظة، ما أدى إلى مقتل عدد منهم. كذلك تمكّن الجيش من القضاء على أكثر من 25 مسلّحاً في منطقة بيت جن وتدمير 3 سيارات دفع رباعي كانت في حوزتهم.
وفي درعا، استهدف الجيش رتلاً لسيارات المسلّحين على طريق إنخل ــ سملين، ما أدى إلى مقتل العديد من المسلّحين وإعطاب عدد كبير من آلياتهم. في الوقت ذاته، أحبط الجيش محاولة مسلّحين التسلل باتجاه إحدى النقاط العسكرية شرقي جامع بلال الحبشي في درعا البلد.

استمرار معارك «الإخوة»

إلى ذلك، تواصلت المعارك بين «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» في ريف دير الزور أمس، على الرغم من المبايعة التي قام بها مقاتلو فصيل من «الجبهة» لـ«داعش» في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.
وقال «المرصد السوري» المعارض: «تشهد مناطق في بلدة البصيرة (في محافظة دير الزور) التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام قصفاً من جبهة النصرة بقذائف الهاون»، مشيراً الى معارك بين «مقاتلي جبهة النصرة وكتائب أخرى في المعارضة السورية من طرف والدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف آخر في المنطقة الواقعة بين كوع العتال وقرية الطكيحي التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية أخيراً، مع ثلاث قرى أخرى هي الحريجي والضمان وماشخ».
وفي محافظة الرقة، ذكر «المرصد» أمس أنّ «داعش» هجّر مواطنين أكراداً من قرية تل أخضر، وأسكن مقاتلين أجانب من الجنسية الصينية.
من جهة أخرى، قتل القائد الميداني في «حركة أحرار الشام الإسلامية»، قائد «كتيبة الزبير بن العوام»، المعروف باسم «أبو حسين»، جراء استهداف الجيش السوري لمقر الحركة في أطراف بلدة كرناز في ريف حماه.

اتهامات جديدة بين «أجنحة النصرة»

اتهم أعضاء في «جبهة النصرة في المنطقة الشرقية» نظراءهم في الشمال بـ«المساهمة في حصار دير الزور». وقدّمت صفحات «جهادية» على موقع «تويتر» رواية مفادها أنّ سيارتين تحملان مواد إغاثية كانتا متجهتين نحو مدينة دير الزور. لكنّ حاجزاً تابعاً لـ«النصرة» قرب قرية تركمان بارح (ريف حلب) قام بتوقيفهما مدة 24 ساعة، قبل أن «يقوم بعض الإخوة بالاتصال بمجلس شورى الشرقية للحصول على تصريح مرور. ورغم انشغال المجلس بقتال داعش إلا أنهم تجاوبوا، وأرسلوا كتاب تسهيل مرور». ووفقاً للراوية، فقد أصر مسؤول الحاجز على عدم السماح بمرور السيارتين، قائلاً إن «دير الزور ستسقط بيد داعش فما حاجتهم إلى الإغاثة». واستنكرت الرواية «قيام صبيان النصرة بالتصرف دون رقيب». واختتم ناقلو الرواية بتوجيه رسالة إلى «نصرة الشمال» مفادُها «ألا يكفيكم الخذلان لنا في الشرقية، أتريدون مساعدة داعش والنظام في حصار دير الزور».
الاخبار

واخيرا .. اكتشف الانجليز ان السعودية هي منبع الارهاب والارهابيين وان السعوديين هم الذين احتلوا الموصل

 

يتواصل الجدل علي الساحة الاعلامية البريطانية تجاه دور السعودية في دعم التنظيمات المسلحة في العراق، خاصة ما يعرف بتنظيم داعش، وسط مخاوف من دور يلعبه بعض الدعاة السعوديين اثناء زيارتهم لبريطانيا وبث افكار متشددة. مثل محمد العريفي الذي تقرر منعه من دخول بريطانيا

وهو ما يدفع بعض البريطانيين من الشباب المسلم الي السفر للعراق وسوريا والقتال ضمن الجماعات المسلحة  وذلك وسط مطالبات للحكومة البريطانية بوقف هذا الدعم الذي يمثل خطرا علي الامن القومي البريطاني

جدل واسع النطاق تشهده الساحة الاعلامية في بريطانيا اطلقه ماتردد من دعم و تمويل سعودي للتنظيمات المسلحة في سوريا والعراق، خاصة مايعرف بتنظيم داعش.جدل يعكس القلق البريطاني لكون هذه الجماعات تشكل خطرا علي الامن القومي، وسط مطالبات بالا تضع الحكومة البريطانية مصالحها الاقتصادية وصفقات السلاح مع السعودية فوق مقتضيات الامن القومي

وقال ستيفن بيل الكاتب والمحلل السياسي البريطاني لقناة العالم الاخبارية الخميس: اعتقد انها مشكلة خطيرة جدا وقائمة منذ فترة، فالقتال الدائر في سوريا لم يكن ليستمر لولا دعم تركيا والسعودية.واضاف: ولهذا فهي مسؤولة جزئيا وليست وحدها، ويجب ان تتغير السياسة البريطانية تجاهها، وايضا في التعاطي مع العراق وسوريا، بالانخراط الايجابي وليس التلويح بعمل عسكري ايا كان

القلق زادته مخاوف من نشر بعض العلماء السعوديين الزائرين لأفكار متشددة تلعب دورا في تجنيد وتحريض البريطانيين من الشباب المسلم، وحثهم علي السفر الي سوريا والعراق للقتال في صفوف الجماعات المسلحة.وقال جوناثان ستيل الصحفي والكاتب السياسي بصحيفة الغارديان البريطانية لقناة العالم الاخبارية: ليس من الواضح تماما من المسؤول عن هذا الدعم في داخل السعودية، أهو الملك ام احد الامراء، فهناك ائمة وهابيون متشددون وهناك غيرهم، ولايمكن ان ينشطوا بعيدا عن الحكومة

واضاف : واضح ان العائلة المالكة لها مجموعات موالية داخل منظومة العلماء منهم المتشدد ومنهم الاكثر عملية ونفعية

 على صعيد اخر حذرت صحيفة التايمز، في مقال نشرته اليوم الاربعاء، من دعم السعودية للارهابيين، وخاطبت القراء البريطانيين بالقول “لا ينبغي أن تشتري أموال السعودية صمتنا، فدعمها للجهاديين يهدد أمننا القومي”.وفي مقال لروجر بويز تحت عنوان “حان الوقت لنقول للسعوديين بعض الحقائق” قال الكاتب أنه بالرغم من أن المملكة السعودية ما زالت من أفضل زبائن شراء الأسلحة البريطانية”، في إشارة الى صفقة طائرات التايفون التي أبرمت مؤخراً، إلا أن “الزبائن الجيدين ليسوا بطبيعة الحال من أفضل الحلفاء، إذ أن السعودية تعمل منذ عام تقريباً ضد مصالحنا

وأضاف: إن أعداد “الجهاديين” السعوديين أكبر بكثير من أي دولة أخرى، فالمشايخ السلفية تشجع الشباب في بريطانيا والدول الأوروبية على حمل السلاح والقتال ضد المسلمين الشيعة وغير المسلمين وكل من يخالفهم الرأي.ويقول بويز “نحن نقلق من الجهاديين البريطانيين، إلا أن السعوديين الذين هم من قدامى المحاربين في افغانستان والشيشان و البوسنة، هم المسؤولون عن تنظيم هذه المجموعات القتالية الأجنبية”، مضيفاً “هناك 1200 جهادي سعودي في ميادين القتال، إن لم يكن 2000، وقد قتل حوالي 300 سعودي خلال العام الماضي جراء مشاركتهم في القتال خارج البلاد، وهم ينتمون إلى تنظيمات مختلفة ومنها: جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام.
وختم بويز مقاله بالقول إن “السعودية أضحت حليفتنا لأنها أمنت لنا البترول الذي حافظ على تنشيط اقتصادنا، إلا أن تصرفات الرياض بدأت تزعزع استقرار العراق الذي يعد ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

 

رحلة الانتحاريين السعوديين من الرقة إلى بيروت

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع والثلاثين على التوالي.
الأمن يتقدم على كل العناوين، وسؤال اللبنانيين صار واحداً: من يطمئننا الى يومنا وغدنا؟
لا أحد يستطيع أن يقول إن الأمن راسخ بالكامل، لكن التدابير الوقائية والاستباقية التي تقوم بها المؤسسات العسكرية والأمنية، أظهرت وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، وجود نواة أمنية صلبة، وظيفتها حماية اللبنانيين، بلا تمييز بين منطقة وطائفة، وبمقدورها الاستفادة من إمكانات الأجهزة الأمنية الخارجية، لخدمة الأمن الوطني اللبناني، لا العكس، خصوصاً أن منظومة الارهاب واحدة في شتى أنحاء العالم.
من الواضح أن بنية الارهاب في لبنان، سابقة للأحداث السورية، سواء تلك التي أباحت دماء العسكريين في جرود الضنية قبل 14 عاماً أو تلك التي فجرت نفسها بعناصر الجيش وقوى الأمن في «شارع المئتين» في طرابلس في العام 2007.. وصولاً الى توقيف عدد من المجموعات الارهابية، وأبرزها المجموعة «القاعدية» التي وضع الأمن العام اللبناني يده عليها في ربيع العام 2012، وتضمّ الأردني عبد الملك محمد يوسف عثمان عبد السلام (يمضي محكوميته في روميه) وشيخاً قطرياً من آل عطية، أصرت الدوحة على تسلمه.. وهذا ما كان.
والى جانب البطولة التي سيحفظها اللبنانيون طويلاً لكل من الشهيدين الرمزين محمود جمال الدين وعبد الكريم حدرج وجرحى الأمن العام الثلاثة في عملية «دو روي»، فإن الاستنفار الذي تشهده المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية، يفترض أن يتحصّن بأوسع حماية سياسية لبنانية، وبتقديم كل التسهيلات المطلوبة، ولو على حساب بعض الضيوف، سواء أكانوا إيرانيين أم خليجيين أو من أية جنسية كانت، طالما أن الكل يجمع على حماية الاستقرار والأمن.. والمضي في خيار «الأمن الاستباقي».
وبعدما كانت «السفير» قد أشارت في عددها، أمس، الى وجود شريك ثالث غير سعودي، ضمن «خلية دو روي»، كشف الأمن العام، أمس، هوية هذا الشريك، وهو اللبناني المنذر خلدون الحسن (20 عاماً) من بلدة بزبينا العكارية، الذي كان مكلفاً بتأمين الأحزمة الناسفة والمتفجرات للانتحاريين السعوديين علي بن ابراهيم بن علي الثويني (قتل) وعبد الرّحمن بن ناصر بن عبد الرّحمن الشنيفي (الموقوف)، وأفاد بيان الأمن العام أن الحسن يتجول بسيارتين يحتمل أن تكونا مفخختين، الاولى، «نيسان» بيج قديمة الطراز والثانية «مرسيدس» رمادية موديل 2005.

المنذر الحسن وأشقاؤه

وبينت التحقيقات أن المنذر الحسن، هو شقيق معتصم الحسن وحسن الحسن العضوين في تنظيم «جند الشام» اللذين نفذا عمليتين انتحاريتين في سوريا العام الماضي، حيث قام معتصم الذي يُكنى بـ«ابو معاذ» بتفجير نفسه عند حاجز للجيش السوري بالقرب من قلعة الحصن في ريف حمص، فيما قتل الثاني ويُكنى بـ«ابو عثمان» اثناء محاولة السيطرة على الحاجز نفسه.
وفيما تردد أن الاخوين الحسن الانتحاريين تم تجنيدهما في دولة أوروبية، قالت مصادر أمنية شمالية إن أحد أشقاء المنذر موقوف حالياً في دولة أوروبية في قضية محاولة تفجير قطارات، وإن شقيقين آخرين له هما من ضمن المجموعة الاسلامية الموقوفة في سجن روميه حالياً، ولهما قريب قتل بتفجير نفسه بحزام ناسف في 20 أيار 2007 في الاشتباكات التي دارت بين قوى الأمن و«فتح الإسلام» في الزاهرية وشارع المئتين في طرابلس عشية معارك نهر البارد. كما أن أحد أقارب المنذر أوقف في العام الماضي في مطار بيروت بينما كان قادماً من عاصمة أوروبية وبحوزته مناظير ليلية، قبل أن يتدخل أحد كبار مشايخ الشمال لإطلاق سراحه، بحجة انه معوق ولا ينتمي الى أي تنظيم ارهابي!
وقد تبين أن المنذر الحسن لا يلعب دوراً لوجستياً وحسب، بل هو يلعب دور المنسق، اذ أن المجموعة السعودية، وصلت الى لبنان مكلفة بمهمة معينة (تفجير يطال شخصية بارزة)، قبل أن يبلغها الحسن أن هذه المهمة أوكلت الى مجموعة ثانية (ربطاً بتفجير ضهر البيدر وسيارة «المرسيدس» التي كانت ترصد مع «المورانو» في الوقت نفسه).
الأخطر من ذلك، أن كاميرات «فندق نابوليون» أظهرت دخول الموقوف السعودي الشنيفي اليه، حيث كان مكلفاً بتسليم مبلغ ألف دولار أميركي للانتحاري الفرنسي (حامل جنسية جزر القمر الموقوف حالياً لدى فرع المعلومات)، غير أن الأخير نزل في الفندق باسم غير الاسم الحركي الذي أعطي للشنيفي، الأمر الذي اضطر الأخير للعودة الى مقر إقامته واعادة الألف دولار الى الحسن.
كما تبين أن أحد أمراء «لواء التوحيد» (داعش) في منطقة الرقة في سوريا، وهو أردني (شقيق الموقوف الأردني في سجن روميه عبد الملك محمد يوسف عثمان عبد السلام)، هو الذي أعطى الأوامر للسعوديين القتيل الثويني (20 عاماً) والشنيفي (19 عاماً) بالتوجه الى لبنان جواً عن طريق تركيا، حيث تولى استقبالهما المنذر الحسن ومن ثم تأمين الحزامين الناسفين وتحديد مهمتهما الأخيرة وهي تفجير فندق ومطعم «الساحة» في موعد أقصاه هذه الليلة (بالتزامن مع مناسبة اجتماعية كبيرة).

عسيري: للتعاون ضد الإرهاب

وفيما هنأت السفارة السعودية في لبنان الحكومة اللبنانية على نجاحها في ملاحقة الخلايا الإرهابية، قال السفير السعودي علي عواض عسيري لـ«السفير» إن السعودية تشجب وتدين أيّ عمل إرهابي في لبنان، واشار الى أن محاربة الإرهاب «تتطلب مكافحته فكرياً وعمليّاً، من هنا مطلوب التعاون من الجميع لمكافحة هذه الظاهرة التي لا تمتّ للدين الإسلامي أو للأخلاق بصلة».
وهل ما تزال مظلّة الاستقرار اللبناني قائمة دولياً واقليمياً؟ أجاب عسيري: «قد يكون الجواب الأدقّ على هذا السؤال موجوداً في التقييم والتحقيق الذي تجريه السلطات اللبنانية المختصّة».
وحول موضوع إصدار تأشيرات دخول مسبقة للسعوديين الى لبنان، قال عسيري: «نحن نحترم سيادة لبنان وقراره فإذا رأى أن ذلك يصبّ في مصلحته فنحن سنتّبع ما تقرره الحكومة اللبنانية».

ابراهيم: التنسيق ممتاز

في هذا الوقت، قال مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم إن «التنسيق ممتاز بين الاجهزة الامنية، ولولا ذلك لما تحققت النجاحات ونحن في أعلى جهوزية وقادرون على خوض التحدي الى النهاية للقضاء على الإرهاب».
ولفت ابراهيم الانتباه الى ان ما قام به الامن العام هو عمل استباقي، رافضاً الدخول في تفاصيل التحقيقات، وقال: لبنان ليس جزيرة معزولة عن محيطه الملتهب في العراق وسوريا، لذلك لا يمكننا أن نهمل أية رواية او معلومة سواء أكانت مهمة او خجولة.
وردا على سؤال قال ابراهيم: «الإرهابي يتمتّع بعنصر المفاجأة الذي يعطيه قدرة على التنفيذ من حيث لا ندري، إنما الردّ على عنصر المفاجأة وعلى قدرة الإرهابي على المبادرة يكون برفع الجهوزية وببث الثقافة الأمنية بين العناصر والضباط من دون ان نتجاهل أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية»، مشيداً بدور وزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس الحكومة تمام سلام في هذا المجال .السفير

«داعش».. الخطيئة السعودية!

وزراء الخارجية الاميركي جون كيري والسعودي سعود الفيصل، والاماراتي عبد الله بن زايد (الثالث من اليسار) خلال لقائهم في باريس امس (أ ف ب)

وزراء الخارجية الاميركي جون كيري والسعودي سعود الفيصل، والاماراتي عبد الله بن زايد (الثالث من اليسار) خلال لقائهم في باريس امس (أ ف ب)

الحربان أصبحتا أكثر تداخلاً؛ او هي حرب واحدة، وتمتد ساحاتها الى ما هو ابعد من سوريا والعراق…. الى لبنان ومصر واليمن وليبيا وتونس والمغرب والجزائر وتشاد ومالي. الاميركيون يرون تداخلاً، والفرنسيون كذلك، بالإضافة الى البريطانيين والعديد من الاوروبيين والمصريين والعراقيين والسوريين وبعض الخليجيين. وحدهم السعوديون، يبدون خارج المشهد او كأنهم أتوا متأخرين، كما في بيان الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز امس.
ويذهب آخرون الى القول بأن السعوديين يرون الواقع المر، لكنهم يتمنعون عن استخلاص الوقائع المناسبة، التي ستحتم عليهم عندها القيام بمراجعة إقليمية قاسية في معانيها السورية والعراقية.. والايرانية طبعاً!
عبد الفتاح السيسي يقوم بأول زيارة خارجية له منذ انتخابه، الى الجزائر، ويحدد العنوان الرئيسي للزيارة الرئاسية المصرية: مكافحة الارهاب، وتنسيق التعاون بشأن ليبيا التي اصبحت مرتعاً لـ«الجهاديين» الذين لم تعد تردعهم حدود ولا شريعة. ليبيا أصبحت كما هو معروف الخطر الآتي من الحدود الغربية لمصر، الحليف المحبب للسعوديين الآن. نوري المالكي حذر مراراً، وقبل «غزوة الموصل» بوقت طويل من خيط الإرهاب الممتدّ من بلاد الرافدين وصولاً الى المغرب العربي. لا يرى السعوديون من المالكي سوى أنه «شيعي ومجوسي»! عبدالله الثاني قرع جرس الخطر في المملكة من انفلات المشهد «الجهادي» بعد انقضاء العام الاول من الازمة السورية وتغلغل خلايا فورة التكفير الجهادية في ثنايا المملكة الهاشمية. بشار الاسد قال مراراً إن ما تعيشه سوريا لم يعد يهددها وحدها وانما المنطقة برمتها. في مفاهيم الجهاديين الخارجين من مشارب الوهابية السعودية، الأسد ليس سوى «نصيري»، إبادة طائفته واجب سماوي!
وحدها القيادات السعودية بدت كأنها خارج السرب. بالكاد خرجت إدانات ضد التفجيرات التي ظلت تستهدف العراقيين وتحصد الآلاف منهم، وتضرب ركائز الامن العراقي من جيش وقوات أمن. اما في سوريا، فلم يكن المسؤولون السعوديون يرون سوى النقاء الثوري في كل ما يجري. بدا كأن جوهر الموقف السعودي يرتكز حصراً على فكرة محاولة «مذهبة وتطييف» المالكي والاسد، بما يخدم مصالح المملكة او القائمين على سياساتها الخارجية والأمنية الضيقة.
انتظرت مملكة آل سعود حتى آذار الماضي لتدرج تنظيم «داعش» على لائحة الارهاب، قبل ايام من وصول الرئيس الاميركي باراك اوباما اليها. لم تبذل جهداً يذكر لدحض الاتهامات المتكاثرة حولها بشأن ضلوعها، او ضلوع امراء من الاسرة الحاكمة او التيار «الجهادي» داخل المجتمع السعودي، في دعم وتسليح جماعات مختلفة على امتداد ساحات الحرب في كل من سوريا والعراق.
وانتظرت المملكة نحو عشرة ايام لتحدد موقفاً واضحاً من غزوة «داعش» العراقية التي لامست حدود العاصمة بغداد، وكأنها لم تجد في الانهيار الأمني العراقي وتقدم المسلحين من الحدود السورية الى الموصل وتكريت وسامراء حتى ديالى وبغداد، ما يستدعي صدور موقف عاجل وواضح، أقله من باب التضامن الديبلوماسي الشكلي مع عاصمة عربية مجاورة، فيما اعلام «داعش» وراياتها باتت ترفرف باسم «الدولة الاسلامية» على حدود مملكة القلق.
لكن التأخر، او الارتباك، السعودي بشأن مثل هذه الاحداث، لا يقتصر على ذلك. فالاشارات الخارجة من السعودية جاءت متضاربة. وبينما اندفعت وسائل الإعلام السعودية، او المموّلة منها، سريعاً الى توصيف الكارثة الجديدة التي ألمّت بالعراقيين، بأنها «ثورة»، تماماً مثلما فعلت في سوريا، وذهب بعضها الى اعتبارها «ثورة سنية» ضد النفوذ الإيراني، خرج وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في المؤتمر الاسلامي في جدة لينفي صفة «الثورية» عن «داعش» ويؤكد تصنيف هجومها العراقي على أنه إرهاب، لكنه في الوقت نفسه، تجاهل دور التنظيم ذاته في سوريا، وسيطرته على مناطق في الشرق السوري المتواصل جغرافياً مع مناطق سيطرته في الغرب العراقي.
ولا يبدو هذا الارتباك السعودي ناجماً عن خفة سياسية. كما انه ليس من الواضح ما اذا كانت السعودية نفسها التي اتخذت موقفاً صارماً من «الاخوان المسلمين» في مصر وادرجت التنظيم على لائحة الارهاب ايضاً، في صدد القيام بمراجعة جذرية لسياساتها الاقليمية، خصوصاً في ما يتعلق بالازمتين السورية والعراقية و«حربها الباردة» مع ايران.
ولقد كان من اللافت للنظر أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي قام بزيارة الى المنطقة شملت بغداد واربيل والقاهرة، لم يحرص كما اعتاد الاميركيون تاريخياً، على ان تكون السعودية محطة ضمن أي جولة اقليمية لمسؤول اميركي بارز بمستواه، في وقت كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يجري في الوقت ذاته محادثات مع كبار المسؤولين السعوديين. وربما استدرك الاميركيون الامر، عندما اعلن كيري فجأة من بروكسل نيته العودة من اوروبا الى المنطقة بعد الاجتماع مع الوزراء العرب الثلاثة في باريس، لزيارة الرياض اليوم الجمعة ولقاء الملك عبدالله بن عبد العزيز بناء على طلب من الرئيس الاميركي باراك اوباما.
ومهما يكن، فإن الحركة الاميركية ازاء تطورات المشهد العراقي تعكس قلقاً أميركياً اكبر مقارنة بما يصدر عن المسؤولين السعوديين. وستكون من المفارقات الغريبة ان يظهر الاميركيون، ولو شكلياً، أكثر توتراً وقلقاً ازاء الخطر المحدق باستقرار العراق ودول الجوار، من السعوديين انفسهم.
لكن التوتر الاميركي والاستعجال بإرسال المستشارين العسكريين الى بغداد لتنسيق الرد العسكري على تقدم «داعش» وحلفائها، يعكس مجموعة حقائق تتضح يوماً بعد يوم:
ـ واشنطن حريصة على تقدم مفاوضاتها النووية الحساسة مع ايران وتلاحظ محاولات التخريب الإقليمية التي تستهدفها كما يجري عبر الساحة العراقية.
ـ وسائل الاعلام السعودية تواصل التعامل مع التطورات العراقية من باب التشفي بحكومة المالكي، وفي غالب الأحيان، من باب تمجيد «بطولات» المسلحين المعارضين له برغم مرور أيام على تصريح سعود الفيصل.
ـ الملك عبدالله خرج بموقف يبدو قوياً بعد اجتماع لمجلس الامن الوطني ليأمر باتخاذ «كافة الإجراءات اللازمة لحماية… الأمن الوطني مما قد تلجأ إليه المنظمات الإرهابية أو غيرها من أعمال قد تخل بأمن الوطن».
ـ مجلس الامن الوطني هذا يترأسه أمير الظلام بندر بن سلطان الذي أعفي أو أجبر على التنحي من منصبه كرئيس للاستخبارات السعودية، ونزع منه ملف الحرب السورية قبل نحو شهرين، بعد سجال بينه وبين الاميركيين حول أسلوبه المتعثر في ادارة ملف تسليح المعارضة السورية، كما ابعد اخيه غير الشقيق الامير سلمان بن سلطان من منصب نائب وزير الدفاع الذي كان بموجبه يتولى قيادة غرفة العمليات العسكرية السعودية في الاردن لتنسيق الحرب على سوريا.
إلا أن الأكثر اهمية، الى جانب هذه الحقائق، ان التقارير الاميركية في معاهد الابحاث والصحف تشير الى دور سعودي واضح في خلق ظاهرة «داعش»، مهما صدرت بيانات النفي والتنصل، والتي في كل الأحوال، ستظل من دون قيمة تذكر ما لم تظهر تطورات الايام والاسابيع المقبلة انخراطاً سعودياً جدياً في احتواء الوحش الجهادي الذي ساهمت في خلقه ورعايته.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة «ذي اتلانتيك» الاميركية بدور الامير بندر في تسليح فصائل المعارضة السورية، وهي مهمة ليست خافية على احد، وبقرار الملك عبدالله نزع الملف السوري من يديه وتسليمه الى وزير الداخلية الامير محمد بن نايف بعد زيارة اوباما الشهيرة الى الرياض في آذار الماضي بقليل، ثم من خلال إبعاده عن منصب رئاسة الاستخبارات، مشيرة الى ان الفصيلين الأكثر قوة بين الجماعات المسلحة في سوريا هما «جبهة النصرة» و«داعش»، وهي قوة حظيا بها بسبب الدعم الذي وفرته لهما السعودية وقطر.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول قطري بارز ان «النصرة» تتلقى دعماً قطرياً ويواكب القطريون انتشارها العسكري في سوريا عن كثب، في حين أن «داعش تمثل مشروعاً سعودياً».
وتشير الصحيفة الاميركية الى أن تنظيم «داعش» ربما كان جزءاً أساسياً من استراتيجية بندر بن سلطان السرية في سوريا. وعلى الرغم من ان الحكومة السعودية نفت الاتهامات بشأن دورها هذا، بما في ذلك تلك التي وجهها اليها المالكي، الا ان هناك مؤشرات على ان المملكة غيّرت وجهة مساعداتها ـ المباشرة او غير المباشرة ـ بعيداً عن الفصائل «المتشددة» في سوريا الى جماعات اكثر «اعتدالاً»، مشيرة الى انه بعد تولي محمد بن نايف الملف السوري بدلاً من بندر بن سلطان في شباط الماضي، بدا ان السعودية بدأت تتبنى الاستراتيجية التي كانت الولايات المتحدة تسعى الى تطبيقها بتوجيه الدعم الخارجي لفصائل المعارضة السورية المسلحة، إلى الأجنحة المسماة «معتدلة».
وسبق للكاتب الاميركي ديفيد اغناسيوس ان كتب في «واشنطن بوست» ان دور الامير محمد بن نايف الجديد يعكس قلقاً متزايداً من جانب السعودية وغيرها من دول المنطقة ازاء اتساع نفوذ تنظيم «القاعدة» داخل صفوف المعارضة السورية المسلحة.
وعلى الرغم من ان الصحيفة الاميركية اشارت الى احتمال تجفيف الموارد الآتية من جانب السلطات السعودية والقطرية للتنظيمين الاكثر قوة في سوريا، الا انها المحت الى ان الدعم المالي والعسكري من اطراف غير حكومية في البلدين ربما لا يزال مستمراً، معتبرة ان ابداء الاعجاب الاميركي بشخصيات مثل بندر بن سلطان الذي حاول تحقيق اهدافه في سوريا من خلال خلق وحش، مسألة لا تستحق التقدير.
ولم يكن هذا التقرير الاميركي بعيداً عما اورده «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى» المعروف بارتباطه بمنظمة «ايباك» اليهودية واوساط المحافظين في الولايات المتحدة. ففي تقرير أعدّته الباحثة لوري بلوتكين بوغارت، المتخصصة بالشؤون الخليجية، حاولت أن تتناول بالتفصيل الدور السعودي في دعم تنظيم «داعش»، مشيرة الى ان طرح التساؤلات حول الدعم المالي السعودي لهذه الجماعة، يستوجب تكوين فهم أفضل لثلاث مسائل هي: نطاق الدعم الرسمي ـ إن وجد ـ الذي تقدمه الحكومة السعودية لـ «داعش»؛ وسماح الحكومة بتقديم التبرعات الخاصة للتنظيم؛ والأهمية النسبية للهبات السعودية بالمقارنة مع مصادر الدخل الأخرى التي تتوفر للجماعة.
واذا اشارت الباحثة الاميركية الى انه لم تظهر في الوقت الراهن أي أدلة موثوقة على تقديم الحكومة السعودية الدعم المالي الى «داعش»، الا انها اضافت ان الرياض استمتعت بالزحف السني الأخير الذي قاده التنظيم ضد «الحكومة الشيعية» في العراق، وكذلك بالمكاسب التي حققها الجهاديون في سوريا على حساب الرئيس بشار الأسد. كما أضافت «أننا لن نفاجأ إذا علمنا بحدوث تعاون لوجستي محدود ـ وربما اتصال غير مباشر ـ هدفه تعزيز المواقع السنية في سوريا وما يتعداها، أو بتسريب الأموال والمواد من الثوار المدعومين من السعودية إلى «داعش».
الا ان التقرير تناول جانباً مهماً آخر والمتمثل بما يسمى «التبرعات الخاصة»، حيث اشار الى ان التبرعات تنقل من السعودية التي تراقب قطاعها المالي، الى الكويت التي توصف بأنها «واحدة من أكثر البيئات تسهيلاً للتمويل الإرهابي في الخليج العربي».
وتابع التقرير ان «المواطنين السعوديين لا يزالون يشكلون مصدر تمويل ملحوظ للحركات السنية العاملة في سوريا. وفي الواقع أن الأطراف المانحة في الخليج العربي ككل ـ ويُعتقد أن السعوديين أكثرها إحساناً ـ أرسلت مئات الملايين من الدولارات إلى سوريا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجماعات أخرى. وهناك دعم سعودي لـ «داعش» في المملكة السعودية».
ان ما خلفه الامير بندر، ووجود ما يمثل بيئة حاضنة داخل المملكة تكن التقدير وتوفر الدعم لتشكيلات على غرار «داعش»، لتنتج كما فعلت سابقاً حاضنة يتخرج من خلالها السعوديون الذين شاركوا في هجمات 11 ايلول، والانتحاريون الذين استباحوا دماء العراقيين والسوريين واللبنانيين ـ والسعوديين انفسهم ـ يستوجب اكثر من مجرد بيان سعودي يتنصل من وحش بندر، وإرثه.السفير

وحدات إسرائيلية للاغتيال المركّز في سوريا

الموساد

كرّرت تل ابيب، أمس، توجيه تهديداتها للجيش السوري، وأكدت أنها ستعاود استهدافه إن تكررت الهجمات على الحدود، فيما أشارت تقارير عبرية إلى إقامة وحدة اغتيالات خاصة في الجولان لإحباط الهجمات الموضعية.

وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن التطورات الأخيرة على الحدود مع الجولان والتهديدات المتزايدة فيه، وآخرها عملية الأحد الماضي، دفعت الجيش الإسرائيلي الى تشكيل وحدة عسكرية خاصة للإحباط المركّز، تُناط بها مهمة صدّ الهجمات من الجانب السوري، والمساعدة في تنفيذ عمليات اغتيال شبيهة بتلك المفعّلة في مواجهة قطاع غزة ضد الفصائل الفلسطينية.

وقال مصدر عسكري رفيع المستوى لصحيفة «يديعوت احرونوت» إنّ الجيش، وكجزء من الاستعدادات لمواجهة هذه التهديدات، أقام «خلايا هجومية» لإحباط هجمات موضعية ضد إسرائيل على طول الحدود في الجولان، ومساعدة الوحدات العسكرية الاخرى وفقاً للنموذج القائم في قطاع غزة، مشيراً الى أنّ وحدات «المظلة النارية» ألحقت بالفرقة المناطقية 210 التي أُسِّست في الفترة الاخيرة للعمل على الحدود مع سوريا، ومن اهم مهماتها التنسيق بين الجهات المختلفة في الجيش لصد الهجمات.

وأضاف المصدر أنّ الخلايا الهجومية الجديدة تعمل تحت رقابة وتحكم سلاح المدفعية برئاسة العميد «اوفيك بوخريس»، والهدف منها اختصار المدى والوقت عبر المزامنة السريعة بين مختلف القوات في الميدان والقادة المقررين، لافتاً إلى أنّ هذه الوحدة ستنفذ كل الخبرة التي جمعناها وراكمناها في قطاع غزة طوال السنوات الماضية، وضمن نفس مفهوم تشغيل القوة هناك.

واشارت الصحيفة الى ان قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي ما زالت تحقق في الإخفاق الميداني حول العملية الاخيرة في الجولان، وتبحث في اسباب فشل تشخيص المجموعة العسكرية التابعة للجيش السوري، التي اطلقت صاروخ الكورنيت على الحدود، وخاصة أن المجموعة نفذت الهجوم في منطقة تسهل مراقبتها من قبل القوات الاسرائيلية المرابطة هناك. وبحسب الصحيفة ينوي الجيش مواصلة استعداده وتأهبه في منطقة الجولان والحدود مع سوريا لاربع وعشرين ساعة إضافية، وذلك بناءً على الخشية من تلقي رد سوريا على هجمات سلاح الجو الاسرائيلي قبل يومين.

إلى ذلك، جال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، على الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، في اصبع الجليل ومزارع شبعا المحتلين، مطلقاً تهديداته ضد سوريا ولبنان، ومجدداً تحميله الجيش السوري مسؤولية اطلاق صاروخ مضاد للدروع الأحد الماضي باتجاه الاراضي الاسرائيلية، والتأكيد أن جيش الاحتلال لن يتوانى عن استهداف السوريين، إن تكررت الهجمات من المناطق التي يسيطرون عليها.

وقال يعلون: «من جهتنا لا يوجد أيّ شك بأنّ الجنود السوريين هم الذين أطلقوا الصاروخ المضاد للدروع باتجاه مركبة مدنية إسرائيلية، وسواء كان ذلك عن قصد أو لم يكن، إلا أنّه أصاب صهريج مياه وقتل صبياً». وأضاف: «أي خرق لسيادتنا في هضبة الجولان سيواجه برد شديد ضد قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد، وهذا ما فعلناه في السابق وسنواصل فعله في المستقبل». مع ذلك، أكد يعلون أنّ «الشمال اجمالاً، والجولان خصوصاً، يتمتعان بهدوء منذ فترة طويلة بناءً على قدرة الردع الاسرائيلية، ومن المهم بالنسبة إلينا ان نحافظ على هذا الردع، وأيضاً مقابل حزب الله في لبنان مع كل ما نعرفه عنه، إذ إن في حوزته 100 الف صاروخ وقدرات مختلفة اخرى».

من جهتها، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية ان «الامر حُسم لدى المؤسسة العسكرية بأن الجيش السوري هو الذي اطلق صاروخ الكورنيت، الا انه لم يتضح بعد ما اذا كان الامر يتعلق بأوامر صادرة من أعلى أم نتيجة قرار محلي لضابط أو جندي». وأضافت المصادر في حديث لصحيفة «اسرائيل اليوم» أنّ «هذا التفصيل هامشي، لأن المسؤولية تبقى ملقاة على عاتق الجيش السوري، المسيطر على الميدان في المنطقة».

وبحسب المصادر نفسها، فإن التقديرات السائدة لدى الجيش الاسرائيلي ترى أنّ الحادث قد انتهى، لكنها تدعو الى اليقظة والتأهب استخبارياً على طول الحدود مع سوريا، مشيرة الى ان الجيش رفع بالفعل من مستوى الاستعداد والجاهزية في الجولان وزاد عديد قواته المنتشرة هناك، وتحديداً ما يتعلق بعديد منظومات الجمع الاستخباري في المنطقة.

وأكدت المصادر ان اطلاق صاروخ الكورنيت سيؤدي الى تغيير في اساليب الانشطة العملياتية المتبعة من قبل الجيش على طول الحدود، بما يشبه العودة الى اجراءات كانت متخذة على الحدود مع لبنان، جراء استهداف حزب الله المواقع والقوات الاسرائيلية بصواريخ متطورة مضادة للدروع.

الأخبار – يحيی دبوق